أنشئت مدينة بورسعيد عام 1860 كميناء يطل على شاطئ البحر المتوسط من المدخل الشمالي لقناة السويس وقد لعب موقعها الجغرافي دورا هاما في هذا الشأن حيث أنها تقع في تقاطع الطرق التاريخية بين الشرق والغرب على قمة قناة السويس .. وبورسعيد من المدن الجميلة وشوارعها نظيفة ويوجد بها مسطحات خضراء كما يتوسط شوارعها النخيل وأشجار الزينة بالإضافة إلى الحدائق العامة ونافورات المياه ، وتتمتع بورسعيد بجو معتدل طوال العام ومناخ مثالي يسمح بالحركة السياحية والتجول فشمسها شتاءا ساطعة وهوائها نقي لطيف .
لشعب بورسعيد شخصيته المتميزة التي هي جزء أصيل من شخصية الشعب المصرى العريق حيث أن لجغرافيا الموقع ....وتاريخ المدينة كل الأثر فى الطبيعة المميزة لهذا الشعب ... التحدى بدأ أمام طبيعة المكان .... حيث كانت بورسعيد عند المنشأ جزيرة يغمرها البحر وتحوطها الأحراش ...حتى لقبها سكان جزيرة كاسوس فى البحر المتوسط ببلدة ( الطيور ) لكثرة ما بها من أنواع الطيور المختلفة ...فحولها شعب بورسعيد إلى جزيرة تملؤها الحياة الدائمة على رأس القناة حيث اصبحت بورسعيد تمثل جانبا حضاريا هاما فصارت واسطه العقد بين الشمال والجنوب...فلا غرور أن الشعب الذى تحدى الطبيعة القاسية وتعايش معها بحب وصدق وعمل مستمر حتى غدت بورسعيد عروس القناة ...وتاج على مفرق قارتى أسيا وأفريقيا ... هذا الشعب الذى رسخت فيه إمكانيات التحدى ... ووقف على مر العصور يتحدى الغزاة والمعتدين والطامعين حارسا للبوابة الشمالية الشرقية المصرية طوال التاريخ الحديث ... وقف يصد الاحتلال البريطانى سنه 1882 ..... واشترك فى ثورة سنة 1919 ..... وشهد شارع صفية زغلول ( أوجينى سابقا ) كثيرين صرعهم رصاص الانجليز كما هو الحال فى بقية مصر... وتكرر هذا المشهد الرائع فى مقاومته المستمرة فى معارك القناة سنة 1951 .
وفي سنة 1956 ... كانت ذروة التحدى لبورسعيد ... بل انها كانت وما زالت تمثل الرمز لشعوب العالم أجمع فى مقاومات الاستعمار الذى كان قد قهره على أرض بورسعيد ...أرض النضال والتحدى ... بداية للإستقلال الوطنى لكثير من شعوب العالم الثالث كما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.